من ذاكرة الحرب ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ/ أحمد الهاشم


 من ذاكرة الحرب

حقيبة يدي  مثل قلبي محملة بأفكاري المتعددة

بعد أن قررتُ ذات ليلة  أودعها تفاصيل ما أعرف

من هموم الشباب الذين وقفوا  سدا بوجه الوباء .

كانت الحرب على اشدها , وكنا مجموعة في موضع متقدم . كل ليلة  نقول

-  ليبقى واحد منا على الأقل يكتب قصتنا  كي لا تضيع !

وحقق الموت ما كنا نخشاه .

- بعضنا ظلت  بقايا من جسده الرقيق معفرا بالتراب  , مشويا عبيطا برائحة  الحرب

- ماجد ترك ساقا مهشمة معطوبة نزفت آخر قطرات دمها قبل ان تستقر من الرجيف  .

- زيد حين أُصيبت   يده اليمنى أمسكها باليسرى كي  لا تسقط

- أما حسام  فقد استقرت قذيفة أر بي جي  7 في ظهره دون أن تنفجر  تاركة نصفها للخارج

وفي المواقع المتعددة تقسمَ الموت على الزمن المشوب بأصوات المدافع ودخان القذائف وشُعل التنوير الليلي المتواصل

رغم ذلك كنا ندردش عن مراهقتنا , ونعطي لأنفسنا مواقعا

أنا أوثق الاحداث

وأمجد الناطق الصحفي

وإسماعيل لا ينفك يعلق بمزاج تهكمي وكنا نحفظ تصريحاته  كوصايا  رجل دين  خاصة عندما يختتم مؤتمره غير المسموع إلا منا  بجملته الشهيرة

- كي نزيد الساتر الترابي تحصينا بجثننا

# الهاشم

Comments

Popular posts from this blog

بسمة … بقلم الكاتب المبدع الأستاذ/ زهير دوفش سعيد

حوار الدكتورة منال الحسبان مع الأستاذ الإعلامي فيصل بن إبراهيم التميمي

وجع الأوطان ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / وهيبة الكساسبة