أزيلوا رائحة الدم ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ/ حمودة المطيري


 ( أزيلوا رائحة الدم من قريتي الهادئة )


كانت قطرات الدم المتناثرة هنا وهناك تزكم أنوف جميع الموجودين ‘ أشباح الحزن سيطرت على المكان حينما تم فتح الباب المتهالك عنوة ووجدت  الفتاتان الشقيقتان مذبوحتين في منزلهما المتواضع ‘  أصيبت الأم بمرضها العضال ‘ رحلة معاناتها مع المرض اللعين لم تدم كثيرا وفاضت روحها إلى بارئها ‘ لم يجد الأب بدا من الزواج ثم السفر بزوجته  للبحث عن لقمة العيش تاركا القدر يلعب لعبته مع الفتاتين البريئتين ‘ المنظر كان مهيبا ‘ حرمة الموت وقداسته لم تخرس ألسنة الغوغاء من الخوض في أعراضهن ‘  فالأنبياء أنفسهم لم يسلموا من هذا الداء اللعين ‘ التقرير المبدئي للطبيب الشرعي جاء على غير المتوقع ‘ لكنه ألجم ألسنة المغرضين بل وأراح الكثيرين ‘ عذرية الفتاتين وبراءتهما هو الخط الوحيد المقروء لدى الكثير من الصحف  ‘ علامات الحيرة لا زالت ترتسم على وجه ضباط المباحث ومدير الأمن ‘ متى وكيف ولماذا ‘ كانت على طاولة المناقشة لساعات طويلة ‘ إصرار ذوى الضمائر الحية على ضبط الجناة والقصاص لهما لم يكن بالأمر المستحيل فرائحة دمائهما الطاهرة التي أريقت غدرا وخيانة ستؤرق مضاجعنا جميعا ‘ فلتنم روحكما فى سلام للأبد .


بقلم / حمودة سعيد محمود الشهير بحمودة المطيري

Comments

Popular posts from this blog

بسمة … بقلم الكاتب المبدع الأستاذ/ زهير دوفش سعيد

حوار الدكتورة منال الحسبان مع الأستاذ الإعلامي فيصل بن إبراهيم التميمي

وجع الأوطان ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / وهيبة الكساسبة