يا أميرَتي ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ/ أيمن السعيد

يا أميرتي..بقلمي##ايمن-حسين-السعيد...##إدلب-الجمهورية العربية السورية.

لأنني أستمدُ من عينيك
شعاع الروح 
كما زهرة بلا ذبول
كما وطن يبقى حياً
وإن تعددت أمكنة اللجوء
فشعاع جذوري 
ممتدةُُ بلا أية عوائق أو حدود
يا أميرتي السورية
لا حزني بمستغرب
ولا اقتران الملح بالجرح
ولا الألم بالإبتسام
فعقد من الزمان
كمُهَّجر جوال
من مكانٍ إلى مكان
في رقاع وطني النابضة
لألق التفتح عن سلام
على أرصفة الوطن
فكل معاول الحروب
لا قدرة لها
لهزيمة هذا الشعاع 
المتوهج في الروح
لا قدرة لها
على قبولهابالإستبدال
بأي جذور وهوية
فعلى أوراقي الضعيفة
أكتب يا أميرتي
مسطراً ملاحم المقاومة
ملاحم إسطورية
رغم هجمات الأعداء الشرسة
رغم حصارهم لي
بجيش من الهموم
وجيش من الآلام 
كأثقال جاثمة على صدري
فإن قلمي  قد حشد
رغم ضعف الورق
جيش الحروف ووزعه
في كراديس قد أطاحت
عن ميمنتها الهموم
وعن ميسرتها الآلام
واخترقت أناشيدي 
وسط الحصار
ورفعت راية الإنتصار
لأجل عينيك ووطني
نعم يا حبيبة
نعم يا أميرتي
فالوطن يَحضُرني
يتقمصني
بمواويل في كروم الزيتون
في تناهيد الجبل وزبد البحر
وصوت آذان مسجدٍ
ورنين أجراس كنيسة
لاشيء يا أميرتي
أجمل من أن يحضرني الوطن
وهاتيك العيون
بينا الأيادي متشابكة
لدبكات الأعراس
وليس بعيداً عنك
أغنيك في قصائد الأيام
بزخرف من ثمارٍ مبهجة
وياسمين قد تفتح
لقبلةٍ مسروقة
وجلسة حبٍ قصيرةٍ
نسترق فيها لحظة الأوج
للوصول لقمة جبال السعادة
لم أفكر يوماً ...يا أميرتي
أن تكون وحدتي بلا وطني
فللوطن لهفة
فللوطن ترقب ونبض
فللوطن حنان وشوق
وحكايا عشقٍ جميلة
تارة أخسر جولة فيها
ويتعثر الحظ
فأركن لبكاءٍ مَخفي
وتارةً أربح فيها
بمخاتلة وسرقةٍ للمسةٍ
لقبلةٍ لوقتٍ
في لحظاتي السعيدة
بينا أعبر في كل الجهات
في كل بقعة من الوطن
من أقصاه إلى أقصاه
لأعثر على ومض
 شعاعٍ منه
كومض شعاع عينيك الشهدية
لأعثرعلى كنز من مجوهرات
ومصاغاتٍ من ذهبٍ وألماس
 لحروف القصيدة
نعم يا أميرتي
في الوطن 
الأيام تلو الأيام
الشهور تلو الشهور
والسنين تلو السنين
من جموح وإحجام للروح
من تعبٍ من ألم فاتنٍ
في لحظات
 يرسم فيها العاشق
شكل حسنائه الجميلة
فقد نصبت له بغواية شراكها
بل شرعت له شباكها
تلك الحسناء لا مثيل لها
واسمها الحرية
فكيف يغني لها بلا قيثار
وكيف يملأ جيبه 
بمهرٍ لها لا مثيل له
 في الأحلام
بينا قلبه ينشطر
لنصفين بل لساعتين
ساعةً لوطنه
وساعة لحسنائه
وينثر كالكرز الأحمر
 على خديهما
ويُهطِل كالمطر
 الدماء لأجلهما
وكأنه سحابة خيرٍ 
وكأنه سحابة عطاء
 من دم
فلا مستحيل عنده 
فالمستحيل...يا أميرتي 
أن يبقى جباناً
متوحداً وظله الصمت
فهذا الوطن شعاع الروح
يا أميرتي
جذوره التي تمتد
معانقة أغصانها 
غيوم سماء الرب
وتبقى الروح
ولا يخفت وهج شعاعها
بقلمي/ايمن حسين أبو جبران السعيد##إدلب-الجمهورية العربية السورية
١٨أكتوبر٢٠٢٩

Comments

Popular posts from this blog

بسمة … بقلم الكاتب المبدع الأستاذ/ زهير دوفش سعيد

حوار الدكتورة منال الحسبان مع الأستاذ الإعلامي فيصل بن إبراهيم التميمي

وجع الأوطان ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / وهيبة الكساسبة