مبارك للناقدة سائدة محمد ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / سائدة محمد
مبارك للناقدة محمد سائدة محمد فوزها بالمركز الأول في النسخة الأولى من مسابقة نقد الومضة (القراءات) التي نظمتها واحة النخيل للشعروالسرد وواحة الوميض شهر اكتوبر2020
القراءة التي فازت بها بهذا المركز كانت عن ومضة:
دَيْمومَة
تَحَرّرتْ الْأَوْطانُ؛ اسْتُعْمِرَتْ الْأذْهانُ.
العنوان: ديمومة اسم مصدر من الفعل (دام) معجم اللغة العربية المعاصرة بمعنى استمرارية الأمر ودوامه.
ديمومة: دوام واستمرار، صحراء واسعة لا ماء فيها. معجم الرائد.
ديمومة: الفلاة الواسعة لا ماء فيها. معجم الوسيط.
والديمومة هي الزمان، فإذا كان الزمان محدوداً سميت مدة والزمان الطويل الأمد والممدود دهراً.
والمقصود بها في هذا النص هي الاستمرار والدوام.
والديمومة عند هنري برغسون هي الزمان النفسي أو الزمان الداخلي وتسمى ديمومة حقيقية وتدخل في مقولة الكيف لا في مقولة الكم. وهي مستقلة عن المكان وسنرى ذلك في عجز الومضة...
المتن: (تحرّرت الأوطان) تحرّرت فعل ماضي من تحرّر يتحرّر تحررا فهو متحرر والمفعول متحرر منه.
تحرر العبد: صار حرّاً
تحرّر الشعب: تخلص منه
تحرّر من الاستعمار: حرّر نفسه منه وتخلص من سيطرته عليه.
التاء ضمير متصل عائد على الفاعل، الأوطان جمع وطن وهي بطل الومضة.
يتحدث الكاتب عن قضية لطالما كتب عنها الشعراء والأدباء وهي الحريّة والوطن، وقد سيطرت على مشاعر الكتّاب وهي من أطهر المشاعر والأحاسيس التي تغنوا بها.لأنها مشاعر فطرية تولد من كل إنسان فكيف عند الأدباء؟
وتعتبر الحرية والأدب عملان وإن اختلفت وسائلهما وأدواتهما لهما نفس المصب ألا وهو الإبداع.
والمقصود بتحرّرت الأوطان هو حصول الدولة على حريتها واستقلالها. إذ أنّه من المعروف أن الوطن العربي الممتد من المحيط الأطلسي غرباً إلى الخليج العربي شرقا ًقبع تحت نير الاحتلال والاستعمار فترة طويلة من الزمن خلال القرن التاسع عشر، ثم بدأ بعد ضعف الدولة العثمانية بالحصول على استقلاله دولة تلو الأخرى.حتى طهّر أراضيه من الاستعمار الفرنسي والبريطاني والإيطالي وأصبحت جميع دول الوطن العربي مستقلة (باستثناء فلسطين).
العجز: (استعمرت الأذهان) استعمرت فعل ماضي مبني للمجهول وهو مصطلح إزدرائي بمعنى احتلت وفرضت سيطرتها عليها. يشير إلى التبعية الفكرية والثقافية العقلية.
وهنا نرى الدهشة في (الأذهان) فكيف يمكن أن تستعمر الأذهان؟ والمستعمر تم إقصائه عن الأرض والوطن وأصبح بعيدا عنه؟
نرى أن العامل النفسي الذي عمل المحتل بتحفيزهم في بواطن الإنسان العربي منذ زمن واستمر العمل عليه لسنوات طويلة قد نجح في السيطرة على العقول والأذهان.
التحليل الأدبي للومضة:
*الومضة سياسية تحدثت عن واقع العالم العربي الذي تخلص من الاستعمار على أراضيه ومازال يرزخ تحت السيطرة الفكرية والغزو العلماني والثقافي وهو الشيء البعيد عن عقيدتنا وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
*العنوان: ديمومة لم يكن فاضحا وهو اسم يدل على الزمان.
* استخدم الكاتب أسلوب بياني سردي للدلالة على أحداث واقعية.
* استخدم الكاتب مصطلح(تحرّرت) للدلالة على الحرية وهو مصطلح فصيح وبليغ.
* استخدم الكاتب الطباق بين فعلين(تحررت/استعمرت)
*استخدم الكاتب الميزان الصرفي على وزن أفعال(الأوطان/ الأذهان)
استخدم الكاتب الاستعارة(تحررت الأوطان)دلالة على استقلالها وحريتها و (استعمرت الأذهان)للدلالة على السيطرة الفكرية والثقافية.
*وازن الكاتب بين شقي الومضة حيث تكون كل شطر من كلمتين فعل وفاعل(تحررت الأوطان/استعمرت الأذهان)
*استخدم الكاتب أفعال ماضية مبني للمجهول وذلك لأهمية الحدث.
*الومضة منطقية مترابطة النسيج( ديمومة،تحررت، استعمرت) حيث أن الحرية والاحتلال يحتاجان زمنا طويلا. فالحرية تحتاج وقت لتحقيقيها والاستعمار يحتاج وقتا للتخلص منه والحصول للحرية.
سائدة محمد - فلسطين

Comments
Post a Comment