وجهة نظر ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ/ محم ولد الطيب
إذا كان ميخائيل نعيمة يقول« إن المترجم يرفعنا من محيط محدود نتمرغ في حمأته إلى محيط نرى منه العالم الأوسع، فنعيش بأفكار هذا العالم وآماله وأفراحه»، فإنني أرى أن هذا القول قد لا يصدق كثيرا على الأدب بشكل مطلق -إن صدق على غيره- فترجمة الأدب بشكل خاص من شأنها أن تفقد النص حمولته العاطفية التي أودعها صاحبه ، والتي انسكبت مع حبره حين كتبه، فمن الصعوبة بمكان أن ينقل مترجم ما جميع حيثيات النص وأبعاده وأهدافه التي عنى الكاتب؛ ذلك لأن الأدب في ذاته عاطفي ويعمل وفقا للعواطف، ولذا من يحاول أن يترجم لنا نصا دون أن يحمل إلى القارئ كل شحناته العاطفية، فإن ترجمته عندئذ ستسيء إلى النص وإلى القارئ.
ولعل هذا ما جعل الكثير من الناس لايحسون بمتعة ما يقرأون من الأعمال المترجمة؛ لأنها تأتيهم في صورة كلمات باهتة عارية من العاطفة التي هي العمود الفقري في الأدب، فلا يتأثرون بها ولا ينجذبون إليها، رغم أنها قد تكون من روائع الأدب إذا ما قرأت بلغتها الأصلية.
وباختصار فإن ترجمة الأدب بشكل خاص لا تعدو كونها قراءة تأويلية للنص من جديد، وليست هي النص، فما نقرأ في الترجمات هو ما يريد المترجم أن يقول لنا عن ذاك الأثر الأدبي أو مايفهمه منه، وليس النص الأدبي ذاته.
قد لا يكون هذا أمرا عاما على المترجمين لكنه، على الاقل من وجهة نظرنا المتواضعة هو مانلاحظ باستمرار.
#وجهة_نظر

Comments
Post a Comment