وهم ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة/ أمل عطية

 وهم.       (قصة قصيرة) 


اتخذت البحر الصاخب صديقا لها تبوح له بكل اسرارها،  لا صديق لها سواه تلجأ اليه وتجلس أمام أمواجه وتبثه لواعج قلبها:

_بم أبوح لك يابحر؟ 

همست وفمها يلوك بعض حبات الحلوي، يخرس الفم ويبوح الوجدان

_ انت تعلم كل شئ  حكيت لك قبلا عن قسوة الحياة وزينتها

تعرف كل تفاصيل عن أبي الحنون وأمي وعظيم عنايتها، تعلم أني لم أعاني الا بعد وفاتهما.. زوجاني ورحلا وانا ابنتهما الوحيدة

تستيقظ من غفوتها  علي صوت بائع صغير ينادي ويلح عليها

_ مناديل

_ شكرا معي

يستحلفها فتستجيب.. تسول خفي لكنها أشفقت عليه طفولته المهدرة..

تري كيف حال طفلها

تتنهد خطفه الظالم  واختفي.. باءت جهود البحث بالفشل، غادر البلاد وهو مجهول العنوان

أبعد كل قساوته يختمها بهذا

_ أتعلم يابحر كان مخيفا في تعامله...

 _ااااه أنت تعلم حكيت لك قبلا... والوحدة مريرة

لكني أنتظر عودتهما، كنت شديدة الاهتمام بأمره بكتبه، دفاتره.. ثيابه النظيفة المهندمة.. أنا من كنت استذكر معه دروسه أغنيته عن الدروس الخصوصية فلم يحتجها.. كان أنيقا متفوقا وسيما كأبي..

_أخشي أن يكون في مكان خطر ٠٠والحروب بكل مكان.. او أنه يسيئ معاملته، لم يكن به حفيا.. كان جاف المعاملة فاتر الشعور معه ومعي...

اجفلها ضجيج سيارة مارقة، تتنبهت لما حولها أولاد صغار يتقافزون  حول أبويهما..

اصطحبني أبي لكل بقاع الدنيا.. اما هو فبخل علينا ولو بنزهة بسيطة.. تري الي أين اصطحبه وفر.. 

مؤكد قد صار شابا سيهل علي يوما كما يهل طيفه..

_ رباااااه انه نسخة من جده 

سمعت نداء باسمها يأتي من بعيد

_ صفاء هيا لنعود

كانت من نادتها تقاربها السن تساندتا علي بعضهما البعض وانصرفتا 

_همست صفاء لصديقتها

_ تري متي سيعود؟ 

ربتت الصديقة علي كتفها مرددة لها 

_ حتما سيعود..

وهمست لنفسها..

_ وهل يعود الموتي؟

أمل عطية.


Comments

Popular posts from this blog

بسمة … بقلم الكاتب المبدع الأستاذ/ زهير دوفش سعيد

حوار الدكتورة منال الحسبان مع الأستاذ الإعلامي فيصل بن إبراهيم التميمي

وجع الأوطان ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / وهيبة الكساسبة