المكيدة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ/ محمد البوركي
المكيدة
صحا من إغماءته ، غشيته الرهبة و الهلع حين وجد نفسه في قعر حفرة عميقة رطبة . تناهت إلى سمعه أصوات مبهمة ، صاح بأقصى ما تتحمل حنجرته ،فلم يجبه سوى رجع الصدى ، غرز أظافره في الجدار اللزج ، ثم شرع يتسلق بجهد جهيد .
عندما وصل ، أرعبه أن شاهد إخوته يستعدون لطمر البئر بأكوام من التراب و الحجارة.
جحظت أعينهم، و ألقوا معاولهم و رفوشهم .
بصق في وجوههم ، مؤنبا إياهم : " قبح الله سعيكم أيها الأشرار ؟ طمس الحسد بصائركم وافترس قلوبكم ، فرميتموني في الجب المهجور، دون رأفة و لا رحمة ، و أنا حي أرزق !لم تراعوا حقا و لا ذمة " .
لم يتكلموا، بل انصرفوا صاغرين، يسحبون ذيول الذل و العار.
بقلم : محمد البوركي - المغرب

Comments
Post a Comment