رؤية تحليلية … بقلم الكاتب المبدع الأستاذ/ أسامة الحواتمة
شرح مناسبة القصة القصيرة جدا "قيامة": رؤية تحليلية بقلم: أسامة الحواتمة/الأردن
النص قصة قصيرة جدا بعنوان:
قيامة
زَأْرَةُ "غَزَّة" أَصَمَّتْ "دافنشي"... شعاع الرّافدَين فجَّرَ مدامعَ النِّيل... بعد إشعال القلاع من جديد؛ فَكَّتْ ريشتُنا طلاسمَ الخرائط؛ قُبَالَة "مِسَلَّة ميشع" حُدَاةُ العيس أَسمَعوا "بتهوفن" سيمفونية الزَّحف الأخير.
أسامة الحواتمة/الأردن
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الرؤيا والمناسبة والحدث:
وُلد العبقري دافنشي مع بداية عصر النهضة الأوروبية التي كانت بعد احتلال العثمانيين للقسطنطينية، ليحل تمازجا بين ترجمات وعلوم المسلمين وبين طالبي العلم الأوروبيين، فانتقلوا لإيطاليا ثم بدأت النهضة في أرجاء أوروبا،
ودافنشي ترعرع في ظل هذه النهضة ولو بقي الحكم للكنيسة المناهضة للعلم، كما كانت، لَمَا سمعنا بليوناردو ولا غيره،
إن أعمال دافنشي -غير جمال وعبقرية لوحاته- فقد كان جرّاحا، ومهندسا، ومصمما لنماذج أسلحة عسكرية: (طائرة، دبابة مدرعة، رشاش، بدلة غوص، جسر متحرك...) وغيرها الكثير. لذلك هو رمز كبير بين رموز النهضة الأوروبية الذين نقلوا أوروبا من عصر الظلمات إلى عصر النهضة ثم عصر التنوير، وهو يصلح كرمز في ظل أي آلة حربية متطورة ومتقدمة دافعت عن أوروبا والغرب أو حصدت ملايين رؤوس البشر في الحربين العالميتين وحتى عصرنا الأخير: (العراق، سوريا، اليمن، الجزائر، فلسطين... والوطن العربي أجمع)، وليس المقصود من رمزيته أن نُحَمِّل ونُسقط أسباب التراجع والتردي للعرب والمسلمين على رأس هذا العبقري دافنشي، لا، ولكنه يصلح كرمز لنهضتهم فطالما كانت عبقريته تقف وراء أي حالم وعالم غربي في ابتكار الأعتى والأفتك من آلات الحروب... حتى القُبَّة الحديدية التي تباهى بمنعتها الاحتلال ضد الفلسطينيين العُزَّل في (أحداث غزَّة 2021) وما سبقها الكثير من الأسلحة الدموية الغاشمة. حيث انطلقت البداية الزمكانية في القصة من (زأرة غزة) فأدهشت العالم حينما كسرت صواريخ المقاومة مفهوم القبة الحديدية كسلاح لا يمكن قهره، وأربكت العدو وأطاحت برئيسه، وكأن (الزأرة) هذه بوجعها وصلابة قوتها المفاجئة قد (أَصمَّت دافنشي) العبقري الرمز، رسَّام الأسلحة المتطورة منذ عصر النهضة، وبالفعل كم أثارت غزة العقول المصنعة لأنظمة الدفاع الجوية! لمراجعة تصنيعها وتدعيمها تقنيا وعملياتيا، (وهذا ما أضمرته نقاط الحذف .... في الجملة الأولى من القصة) ثم اختلت التوازنات والتحالفات الإقليمية وبرزت تحالفات جديدة بالتزامن مع غلق سد النهضة الأثيوبي لمنابع نهر النيل (مدامع النيل) وتشكل الحلف الجديد بين مصر والأردن والعراق للحفاظ على المصير المشترك بين هذه الدول جراء تداعيات أزمة سد النهضة بعد أحداث غزة، ليمثل هذا الحلف والتغيير الطارئ (شعاع الرافدين) لتبدأ عقدة الحدث بالتصاعد إلى أمل المستقبل بأن هذا الشعاع أي (الحلف) سيكون سبيلَ الخلاص من هذا السد الذي هدفه إضعاف المعقل الأخير من القوة العربية المتبقية: الجيش المصري وتعطيش وقهر شعبه، لتبدأ رؤيا المستقبل هذه بانفجار السد (حابس مدامع النيل) وهذا أيضا هو إضمار نقاط الحذف ... المحركة لثقافة المتلقي) ليتحقق الأمل في الرؤيا بالنزول نحو القفلة وقد تحققت الوحدة العربية المأمولة برؤيا الحالم (الراوي) واشتعلت قلاعنا من جديد (قلاع بلاد الشام: سوريا والأردن ابتداء من قلعة العقبة، الشوبك، الكرك، مكاور، عجلون... وهضبة الجولان، جبل الشيخ... كلها منارات تعلن عن حشد أرض الرباط والمرابطين من كل أمةِ يعرب جمعتهم ومحت حدودهم من الخرائط (ريشتنا) (نحن) بلغتهم العربية الواحدة وتاريخها ودينها، ليكونوا قُبَالة مسلة ميشع -مسلة الملك المؤابي الذبياني، المقابلة للقدس، الذي هزم اسرائيل ذاتَ مَرَّة- حُداةً لعيسهم يطربونها ويعلو حَدوُهم تكبيرا يُسمعُ العبقري الأصم بيتهوفن مجازا ليطرب هو الآخر الذواق بجمالِ سيمفونيةِ زحفِهمِ الأخير نحو تحرير بيت المقدس وفلسطين.
عنوان النص:
قيامة: كلمة مفردة نكرة، دالّة وغير كاشفة لفكرة النص، تعني: الانبعاث من الموت.
الزمن في القصة:
هو زمن مفتوح ضمن دلالات النص، يفتح باب التأويلات الأخرى التي يراها القارئ حسب زاوية رؤيته.
الأفعال التي كونت سرد القصة:
أربعة:
(أصمَّت، فجَّر، فكَّت، أَسمَعوا). أربعة أفعال بصيغة الزمن الماضي مضاف لها، الظروف الزمانية والمكانية إلى دلالاتها: مثل (بعد، قبالة) بحيث شكلت السرد القصصي مفتوحا على الزمن الماضي والحضار والمستقبل، مما تزيد إمكانية تأويل القارئ بزاوية نظر حرة.
الأسماء المستخدمة في بناء النص:
عشرون:
(قيامة، زأرة، غزة، دافنشي، شعاع، الرافدين، مدامع، النيل، إشعال، القلاع، ريشتنا، طلاسم، الخرائط، مسلة، ميشع، حُدَاةُ، العيس، بيتهوفن، سيمفونية، الزحف).
الشخصية المحورية في النص:
هي ضمير الذات العربية الراوية لبادئة النص والفاعلة للحدث وقفلة النص: (نا) أي:(نحن) في (ريشتنا) المُحَالة إلى (حُدَاةُ العيس) لتتجسد بهم في قفلة النص.
أما الشخصيات الثانوية في النص:
هي شخصيات استعارية مكونة لحدث النص وليست عبئا عليه مثل: (دافنشي، زأرة غزة، شعاع الرافدين، بتهوفن).
المفارقة في النص:
منها الاستدراكية والاستعارية، كونتها الجمل الاستعارية الفعلية التضادية للحدث مثل الفعل في: (أصمت دافنشي، اسمعوا بيتهوفن).
الوحدة الموضوعية والعضوية:
موضوع القصة واحد ومتماسك وأجزاء القصة مترابطة زمانيا ومكانيا وغير مفككة، فكل أجزاء القصة متتابعة تخدم فكرة واحدة: وهي (الأمل بالنصر).

Comments
Post a Comment