الوسطية والاعتدال … بقلم الدكتور عبدالله عبدالله علي مذكور

🌹 الوسطية و الإعتدال 🌹

د.عبدالله عبدالله علي مذكور


              بسم الله الرحمن الرحيم

( و َكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَ مَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَـمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ و َإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ و َمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) سورة البقرة- آية (143) صدقالله العظيم.


الوسطية و الإعتدال لا تعني التذبذب أو النفاق كما ذهب بها البعض إلى هذا التأويل، دونما الإتيان بأي دليل، و إنما تعني الاستقامة على طريق الحق دون تفريط أو مغالاة، أو مجاملة أو محاباة، قال تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ و َمَنْ تَابَ مَعَكَ و َلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) سورة هود- آية (112) و قال صلى الله عليه و آله و سلم: ( قل آمنت بالله ثم استقم ). 


و بهذا فالوسطية و الإعتدال عندنا في الاسلام،  هي السلم و السلام، و المحبة و الوئام، هي العفو و التسامح، هي التفاهم و التناصح و التصالح، الذي لا ضرر فيه و لا ضرار، هي الأمن و الأمان و الاستقرار، هي البناء و التقدم و الازدهار، هي الحياة الهادئة الواعدة، هي الآمال التي تنشدها الأجيال الصاعدة، بل هي الإنسان و الإنسانية، هي التنمية المستدامة لا الآنية.

كيف لا و العالم اليوم يحلم بالسلام و ينشده، رافضا لأسلحة الدمار الشامل التي تهدده، داعيا إلى إيقاف الحروب، التي مزقت الشعوب، و أصبحت خطرا عليها حتى في ذلك القروب، الذي تخللته الكثير من العيوب، لا سيما في ظل النسخ و اللصق العجيب، الذي ظل الحال يتيه بصاحبه إلى حد مريب، كونها قد أصبحت حربا إعلامية، أكثر من كونها حربا عسكرية..

( و َإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْـمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) سورة الأنفال- آية (61)

صدق الله العظيم.

🌹بقلم/د.عبدالله عبدالله علي مذكور - اليمن

يوم الأحد: 1443/4/23ه - 2021/11/28م.


Comments

Popular posts from this blog

بسمة … بقلم الكاتب المبدع الأستاذ/ زهير دوفش سعيد

حوار الدكتورة منال الحسبان مع الأستاذ الإعلامي فيصل بن إبراهيم التميمي

وجع الأوطان ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / وهيبة الكساسبة