ثقب في الذاكرة ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة/ ليلى عبد الواحد المرّاني
ثقبٌ في الذاكرة.../. قصة قصيرة ليلى عبدالواحد المرّاني - خذ هذه الأحجار حبيبي، ارمها خلف السيارة حين تتحرّك، الواحدة بعد الأخرى... ينظر إليّ بعينين دامعتين تستجديان تفسيراً، وهو يراني أضع حقيبتي الصغيرة في المقعد الخلفي لسيارة الأجرة التي ستقلّني إلى المطار، أحتضنه وأطبع قبلةً تعتذر على خدّه. تفرّ منّي شجاعتي أمام صمته ودموعه الصامتة، ويمرّ أمامي شريط سينمائيّ مفزع لذلك اليوم الذي عدت به خائبةً مكسورة، حين فشلت التجربة الأولى وأعادونا من المطار صبيحة اليوم الثاني بعد أن قضينا ليلة مرعبة على كراسٍ خشبية، نجهل ماذا ينتظرنا حين نعود خائبين… كنت أخشى أن أعيد تلك التجربة المريرة... يوم بارد مطير وكئيب كان في شهر شباط، زاده كآبةً ذلك الخوف البغيض الذي لم يغادرني، رغم نظرات الرجاء والثقة التي يحاول أبنائي زرعها في قلبي، وبإصرار مخادعٍ كاد يخذلني، قلت وأنا أشعر بعزيمتي تفرّ منّي،" يجب أن أحاول ثانيةً، من أجلهم سأجازف…" أخذت مقعدي في سيارة الأجرة، فتحت النافذة وهتفت، " سأعود من جديد كي آخذك معي، هل فهمت حبيبي؟ " عيناه الغارقتان تشيان بعجزه عن الفهم، ولكنه يهزّ رأسه ...