من ذاكرة الحرب حقيبة يدي مثل قلبي محملة بأفكاري المتعددة بعد أن قررتُ ذات ليلة أودعها تفاصيل ما أعرف من هموم الشباب الذين وقفوا سدا بوجه الوباء . كانت الحرب على اشدها , وكنا مجموعة في موضع متقدم . كل ليلة نقول - ليبقى واحد منا على الأقل يكتب قصتنا كي لا تضيع ! وحقق الموت ما كنا نخشاه . - بعضنا ظلت بقايا من جسده الرقيق معفرا بالتراب , مشويا عبيطا برائحة الحرب - ماجد ترك ساقا مهشمة معطوبة نزفت آخر قطرات دمها قبل ان تستقر من الرجيف . - زيد حين أُصيبت يده اليمنى أمسكها باليسرى كي لا تسقط - أما حسام فقد استقرت قذيفة أر بي جي 7 في ظهره دون أن تنفجر تاركة نصفها للخارج وفي المواقع المتعددة تقسمَ الموت على الزمن المشوب بأصوات المدافع ودخان القذائف وشُعل التنوير الليلي المتواصل رغم ذلك كنا ندردش عن مراهقتنا , ونعطي لأنفسنا مواقعا أنا أوثق الاحداث وأمجد الناطق الصحفي وإسماعيل لا ينفك يعلق بمزاج تهكمي وكنا نحفظ تصريحاته كوصايا رجل دين خاصة عندما يختتم مؤتمره غير المسموع إلا منا ب...